وإذا كانت الأمم المتحدة قد أعلنت سنة 2006 كسنة دولية للصحاري والتصحر واختيار شعار لا تهجروا الأراضي القاحلة، ليوم البيئة العالمي الذي جرت احتفالاته في الجزائر، فإن عالمنا العربي تشكل الصحراء فيه 75% من مجموع أراضيه، مما يزيد من تعقيد الوضع البيئي بالمنطقة ندرة المياه، قلة الموارد الغذائية الشيء الذي يؤثر سلبا على نوعية حياة السكان وصحتهم ومجالاتهم الاقتصادية، فهل تشكل التربية البيئية مدخلا من مداخيل تحسين الوضع البيئي المحلي وتطوير مهارات الشباب وقدراتهم نحو التعاطي بشكل إيجابي وسليم مع بيئتهم للاستفادة من خيرات الأرض دون المساس بحق الأجيال القادمة في ذلك وهذه إحدى السبل لتوجيه مجهودات ساكنة المنطقة نحو التنمية المستدامة الشاملة لتطوير أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية، وضع حجر الأساس لمستقبل بيئي أفضل، ومن شأن إنشاء مراكز وأندية للتربية البيئية والتي من أهم أهدافها: تغيير السلوك والتعريف بالأنماط البيئية الإيجابية والتسلح بالمعرفة التي تبرز حقيقة الترابط والعلاقة الوطيدة بين الحفاظ على البيئة واستمرار وجودنا وحياتنا.
تجربة الجمعية المغربية " البساط البيئي الاخضر"
تعمل جمعية البساط البيئي الاخضرعلى تعزيز الوعي البيئي لدى الشباب عن طريق المنتديات والدورات التكوينية أن ينتج مشاريع مشتركة تبدأ من المنزل وتتطور في المؤسسات التعليمية لتتعداها إلى المجتمع بأسره. كما تساهم في تعبئة الشباب للانخراط في جمعيات ومنظمات محلية بيئية، وجعله شريكا في إيجاد الحلول ومشاركا في الأنشطة الميدانية من حملات للتوعية والتحسيس والنظافة وعمليات التشجير والبستنة، في ترسيخ مفاهيم التربية البيئية، وهذا ما عملت الجمعية عليه طيلة العشرة سنوات من الممارسة داخل النوادي البيئية المدرسية التي تم تأسيسها محليا في المؤسسات التعليمية بجهة الرباط سلا زمور زعير بالمملكة المغربية كان من أهم ثمارها تدشين مركز للتربية البيئية أطلق عليه مشروع: " المدرسة الخضراء" يضم هذا المشروع البيئي، مكتبة خضراء، نادي البستنة، بركة بيولوجية، محمية بيئية مصغرة، نادي إعلاميات، إذاعة بيئية، مجلة خضراء شهرية ومتحف بيئي ، ويعمل على تنشيط هذه النوادي مجموعة من الأطر الشابة وسيستفيد منه أزيد من 350 طفل. إن من شأن تعميم هذه التجارب وتراكمها أن يرفع من مستوى الوعي بالمخاطر التي تهدل بيئتنا فإذا كانت الأمم المتحدة قد بدأت في رفع شعارات بيئية تدق بها ناقوس الخطر في الأيام البيئية العالمية منذ أرضنا مستقبلنا، فلنهب لاتقادها سنة 1999 حتى الصحاري والتصحر سنة 2006 . فعلينا أن نضاعف الجهود للتأثير في السلوك اليومي لشبابنا عن طريق البرامج التعليمية، ووسائل الإعلام، بإستراتيجية واضحة لتحقيق تضامن وتعاون أبناء المنطقة نحو مستقبل مشترك تتعزز فيه قيم المحافظة على المقدرات البيولوجية والموارد الطبيعية كحق طبيعي لهذا الجيل و إرث مشروع للأجيال القادمة .